البث مباشر ليبيا الخضراء اف ام من هنا قم بتشغيله

الجمعة، مارس 16، 2012

قصة ثورة الفاتح من ستبمر 1996 كما رواها قائد ومفجر ثورة الفاتح وباني ليبيا الحديثة

                        بسم الله الرحمن الرحيم






قصة ثورة الفاتح كما رواها القائد المفكرر العظيم

القصة تطوى سنوات من الماضي , وتبزغ فيها شمس المستقبل, يأتي مع إطلالة الندى في يوم صيفي بديع ينبثق من رحم الأمة التي أيقظت التاريخ ونامت....


طفل مند نعومة أظافره اختصر الطريق إلى الرجولة وعاش جراح الأمة وآلامها وطفق يبحث عن الخلاص وهو لهذا في دائرة الفعل وفى مواجهة الأحداث .


فما كان من ابن البادية الحر إلا أن يجسد ضمير الأمة الواعي وإحساسها الصادق والمرهف في شخصه الأصيل فنراه ينتفض من على مقاعد الدراسة ويتحرك مفطراً شاربه نحو الطموحات السامية لابناء قومه وها هو يقود المظاهرات تنديدا بتفجير نووي أجرته فرنسا في الجزائر المستعمرة , ويقف يهتف مناصراً لمصر في دفاعها عن السويس حيث العدوان الثلاثي عليها...


وتراه رسول الجميع وهو يكتب المنشورات ويوزعها بين الأزقة وفى ساحة المدرسة تأييداً لوحدة مصر وسوريا , والتي رأى فيها هذا الشاب المفكر بذرة صالحة تثمر بوحدة عربية منشودة وعند فشل هذه الوحدة كان يفكر في البديل , وان كان البديل بعيد الشقة وصعب المنال , وقد تمرس الفارس وتجرع علقم الجراح , وذاق مرارة ضعف الأمة فامتطى صهوة جواده واستل سيفه من غمده , ولكنه لم يمط اللثام عن وجهه بعد بل بقى يخطط ويعمل لتغيير الواقع المتردي الذي كان ينتشر في جسم الأمة وينهش في جسدها وكرامتها وينتهك حرمتها ويقتل روحها .


الثائر الشاب يقود الثورة ويشعل شرارة التفجير بكلمة السر ((القدس)) لانبثاق الفاتح ويحكى إليكم قصة الثورة التي ولدت من رحم المعاناة تبلورت معالمها عبر سنوات طويلة من الكفاح ....


ثم انطلقت عندما آن أوان القطاف..... قصة الثورة كما يرويها قائد الثورة.
في سلسلة المقالات التي كتبها قائد الثورة بعنوان (قصة الثورة) يذكر انه من المستحيل تحديد يوم بعينه لبداية الثورة كما انه لا يستطيع أحد في أية ثورة أن يحدد لها بداية وهذا خلافا للانقلاب الذي هو خاطرة طارئة تطرأ على خاطر القادة الكبار فأحيانا يصدرون أوامرهم من مراكز السلطة الشرعية في تحرك الجنود والضباط وهؤلاء يجهلون كل شى إلا أوامر سيدهم وأسيادهم التي لا يجوز أن تناقش أو يؤخذ فيها رأى ويطلب بشأنها الإقناع , وعليه فالثورة على عكس الانقلاب العسكري حتى ولو اشتركت معه في المظهر من حيث التنفيذ للفكرة واستنادا إلى قول قائد الثورة فان البدء في الاجتماعات لوضع منهج يغطى جميع عناصر الثورة وادواتها قد تم بمدينة سبها وتكونت أول لجنة قيادية في المدرسة الثانوية وان عدد المشاركين للقيام بالثورة ازداد تشعبا داخل صفوف الشباب.


وفى 5 أكتوبر عام 1961 قامت أول تظاهرة وحدوية في سبها قادها قائد الثورة من العناصر التي آمنت بفكرة الثورة ... وكانت هذه التظاهرة تطالب بالوحدة العربية بعد انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر.


لقد استيقظ المواطنون في سبها واستيقظت معهم جماهير الأمة العربية على ثورة شعبية عارمة لا تنادى بالوحدة والتحرير فقط ولكنها تندد بالحكم الرجعى وتوقع الكثيرون أنها عملية عفوية وتوقع الكثيرون أيضا أنها ربما حركة عابرة , ولا يدرى إلا القلة أن وراء ذلك العمل الجماهيري الشعبي فتية آمنوا بربهم وانضم إليهم الكثير من العمال والطلاب ولقد كانت تظاهرة سبها هي بداية الاصطدام بالسلطات القمعية في العهد المباد حيث عملت تلك السلطات على حرمان قائد الثورة من الدراسة في مدارس سبها , وبالتالي ولاية فزان كلها...


وبعد هذه الحادثة وما تعرض له من مساءلة من قبل السلطات القمعية في ولاية فزان انتقل قائد الثورة إلى مدينة مصراته للدراسة بها وليعمل على إنشاء المزيد من المجموعات الثورية, وقد تقرر بعد عام 1963 أن تلتحق به المجموعات بالكلية العسكرية ومن ضمنهم بعض أفراد الخلية الأولى حيث واصلت هذه المجموعة عملها من داخل الكلية العسكرية...


وفى عام 1964 تقرر إعادة تنظيم الحركة الثورية حيث قسمت إلى حركة عسكرية وأخرى مدنية واصبحت المجموعة العسكرية هي الأهم وقامت المجموعة الأخيرة بتشكيل لجنة مركزية تتكون من العسكريين فقط .
أما المجموعة المدنية فقد شكلت لجنة شعبية تعمل بصفة مستقلة كليا من الناحية التنظيمية عن اللجنة المركزية للضباط الوحدويين الأحرار وبالرغم من أن العمل من الناحية الشعبية قد تعثر نتيجة للاضطهاد الذي كان سائدا في العهد المباد.


إلا انه آتى ثماره إلى حد كبير إذ استطاع العمل الشعبي أن يخلق وسطا له مناعة ضد الحزبية والانقسام , وتمكن بذلك من أن يحول بين الشباب والحركات الهدامة. واضطلعت اللجنة المركزية بتنظيم الضباط الوحدويين الأحرار بكافة الأنشطة الثورية في سرية تامة إذ كانت السرية ضرورة ملحة وكانت اللجنة المركزية مسؤولة عن كافة المسائل التنظيمية.


عقدت اللجنة المركزية أول اجتماع لها بعد إعادة تنظيمها في بلدة طلميثة التي تقع على ساحل البحر المتوسط وتبعد عن مدينة بنغازي بـــ 110 كيلوا مترات تقريبا من ناحية الشرق وبعد ذلك توالت اجتماعات اللجنة المركزية للضباط الوحدويين الأحرار التي كانت تتم بالسرية التامة , وكانت هذه الاجتماعات تعقد بصفة دورية في اجتماعات مطولة مرهقة خارج المدن الرئيسية كما كانت هذه الاجتماعات تتم أيام العطلات الرسمية والأعياد رغبة في عدم إثارة الانتباه إلى تغيب أعضاء اللجنة المركزية في الأيام العادية.


واوضح قائد الثورة أن الاجتماعات كانت متعبة ومرهقة مما يؤكد المعاناة التي واجهت أعضاء اللجنة المركزية في عقد اجتماعاتهم .


وقد فرضت اللجنة المركزية على أعضائها قيوداً صارمة حيث يشير قائد الثورة إلى أن اللجنة المركزية فرضت على أعضائها الضباط الوحدويين الأحرار شروطا ملزمة تتمثل في الالتزام الأخلاقي والديني إضافة إلى انه ضمن خطط اللجنة المركزية انتساب أعضائها إلى الجامعة ليتخصص كل منهم في علم معين.


وقد شهدت كليات الجامعة الليبية في ذلك الوقت إقبالا غير معهود لانتساب العسكريين إليها.
وفى الاجتماع الثاني الذي عقدته اللجنة المركزية بمنطقة سيدي خليفة (( 20 )) كيلو مترا إلى الشرق من مدينة بنغازي تقرر إنشاء ((صندوق توفير )) للصرف على نشاط الحركة وانتقالات أعضاء اللجنة المركزية وقد تم الاتفاق على أن يؤجل إقرار هذا الأمر إلى اجتماع آخر. وعقب الاجتماع الثاني قام أعضاء اللجنة بجس نبض التشكيلات فوجدوا استعدادها للبذل دون حساب.


وبعد لمس هذه النتائج الطيبة تقرر في اجتماع آخر عقد بنفس المكان أن تكون رواتب جميع الضباط الوحدويين الأحرار وفى مقدمتها رواتب أعضاء اللجنة المركزية رصيدا للحركة تؤخذ في أي وقت وبدون تحديد للمقدار وذلك للإنفاق منها على تذاكر سفر الضباط وعائلات أعضاء التنظيم في النواحي المختلفة .


في الاجتماع الثالث الذي عقد بأحد الفنادق الصغيرة في مدينة بنغازي تقرر أن يقدم كل عضو من أعضاء اللجنة المركزية للضباط الوحدويين الأحرار تقريرا (في كل شهر) عن الضباط الغير المنضمين للحركة خاصة من ذوى الرتب الكبيرة وذلك لمعرفة استعدادهم للانضمام للحركة حتى لا يشعروا بالظلم عند الحكم عليهم بالتقاعس أو الخيانة بعد قيام الثورة ولقد كان معظم الضباط من ذوى الرتب الكبيرة مترددين ويملاهم اليأس .


ويذكر قائد الثورة انه (توالت التقارير السرية عن قادة الوحدات و الألوية ومعاونيهم) وأخذت الصورة تتضح أمامنا عن كل واحد منهم وبدأنا نقارن تلك المعلومات العالقة في أذهاننا عنهم جميعا وبتجربتنا معهم , وقد توخينا في بعضهم الخير رغم رتبته العالية وفاجأنهم بالأمر وكثيرا ما وجدنا اليأس في أعماقهم وعدم تصديق ما يسمعون وكان المترددون يخيفوننا بالقواعد والقبائل وقوى الأمن ولكننا كنا واثقين من نصر الله فما خشينا القبائل لأننا جميعا نمثلها من أقصاها إلى أقصاها, فنحن أبناء القبائل التي يخيفوننا بها ونحن أبناء القرى والمدن والأرياف. فنحن أبناء الشعب الليبي بقبائله ومدنه وقراه وأصالته وتراثه الحقيقي أما القواعد الأجنبية فما كنا نخاف الاصطدام بها إذا ما أعلن شعبنا إرادته في بلاده وحاولت هي التدخل في ذلك فعندئذ سيكون القتال ضدها في عقيدتنا اشرف أنواع القتال واكثرها شرعية.


واما قوات الأمن فقد كانت هناك تشكيلات منها داخل الحركة وكنا نراهم جزءا منا ومن الشعب ولكنهم كانوا مغلوبين على أمرهم. وتوالت بعد ذلك اجتماعات اللجنة المركزية لحركة الضباط الوحدويين الأحرار التي كانت تنعقد في أماكن متفرقة من أنحاء ليبيا وكلما سمحت الظروف في أوقات الأعياد والعطلات .


وفى يناير عام 1969 صدر المنشور السري الأول الذي كتبه قائد الثورة في معسكر قار يونس بمدينة بنغازي بهدف معرفة ما إذا كان الضباط الوحدويون الأحرار يستطيعون السيطرة على جميع وحدات القوات المسلحة وان يقوموا بعملية مسح للقوات والأفراد والذخيرة الواجب توافرها لتفجير الثورة .


واستنادا إلى حديث قائد الثورة فقد قرر في تلك الفترة القيام بأول إجازة له منذ أن التحق بالجيش مدتها خمسة واربعون يوما , استغلها في عقد اجتماعات ووضع الترتيبات مع عدد كبير من الضباط من ذوى الرتب المختلفة من خارج اللجنة المركزية لحركة الضباط الوحدويين الأحرار.


وقد تحدد أن يكون شهر مارس عام 1969 موعدا لتفجير الثورة..... وبعد حضور قائد الثورة للمزيد من الاجتماعات مع أعضاء اللجنة المركزية بمدينة طرابلس تقرر أن يكون يوم 24 مارس هو الموعد المحدد لتفجير الثورة لكن قرار سفر الملك المفاجى إلى مقر إقامته في طبرق دفع الضباط الوحدويين الأحرار إلى تغيير خططهم بالرغم من أن بعض الوحدات بدأت تستعد للتحرك الأمر الذي أدى إلى أن يؤجل الموعد إلى اجل غير مسمى وقد صدر في الشهر نفسه أمر إلقاء القبض على قائد الثورة من قبل سلطات العهد المباد لكن مشيئة الله حالت دون تنفيذه.


وفى 13 أغسطس عام 1969 قررت قيادة الجيش عقد اجتماع عسكري كبير تحضره كل القيادات الكبيرة وأيضا معظم ضباط وحدات الجيش في منطقة بنغازي وكان الغرض من هذا الاجتماع هو أن يشرح مدير التدريب آنذاك لهؤلاء الضباط الوحدويين الأحرار أهمية نظام الدفاع الجوى الذي صممه الإنجليز ووافق عملائهم في ليبيا على شرائه.


وتقرر أن يكون هذا الاجتماع في مسرح الكلية العسكرية في بنغازي وقد عقدت اللجنة المركزية لحركة الضباط الوحدويين الأحرار اجتماعا قررت فيه تفجير الثورة يوم 13 أغسطس, حيث يتم اعتقال كافة الضباط ذوى الرتب الكبيرة.


ولكن نظرا لان بعض أعضاء التنظيم وخاصة مجموعة طرابلس لم يتمكنوا في هذا الوقت القصير من تبين صورة الوضع الذي هم فيه من حيث السيطرة وعدمها على وحدات طرابلس.. لذا تقرر تأجيل الحركة إلى موعد آخر في الساعات الأخيرة وقد حددت اللجنة المركزية موعد آخر لتفجير الثورة هو الفاتح من سبتمبر 1969 لان قيادة الجيش كانت على وشك إرسال دفعات أخرى من الضباط من بينهم ضباط وحدويين أحرار للتدريب في الخارج .


إن إرسال ضباط من بين أعضاء الحركة إلى الخارج يعنى أن قيادة الجيش قد تكون على علم بتحركاتهم وفى اجتماع قار يونس أكد قائد الثورة على تحديد الفاتح من سبتمبر موعدا لتفجير الثورة حيث حددت المهام المختلفة لكل ضابط من الضباط الدين يشكلون جزءا من الحركة.


كانت الخطة تقضى بالاستيلاء على الإذاعة وعلى معسكرات الجيش والقوة المتحركة ومحاصرة القواعد الأجنبية الجاثمة فوق الأرض الليبية والقبض على كبار المسؤولين السابقين من العهد المباد والسيطرة على بقية المدن المهمة وأعطيت كلمة السر لتفجير الثورة (القدس) وفى صبيحة اليوم الأول من سبتمبر عام 1969 تمت بنجاح السيطرة التامة على كافة شؤون البلاد وانتصرت الثورة واذاع القائد أول بيان لها على الشعب .